تعزيز العلاقات السعودية-الفرنسية: الأمير محمد بن سلمان والرئيس ماكرون يبحثان تطورات التعاون المشترك
اتحاد العالم الإسلاميتلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تم خلاله استعراض أوجه التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في مختلف المجالات. وتناول الاتصال بحث آخر المستجدات الإقليمية، والجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره الفرنسي جان نويل بارو في إطار اجتماع اللجنة السعودية الفرنسية لتطوير مشروع العلا. ويأتي هذا اللقاء ليعزز من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
كما استقبل الأمير فيصل بن فرحان، في وقت سابق من شهر نوفمبر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية آن كلير لوجندر في مقر وزارة الخارجية بالرياض. وقد ناقش الجانبان مساعي تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين على أهمية التنسيق المشترك لمواجهة هذه التحديات وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
تقوم العلاقات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية على مصالح استراتيجية مشتركة تتمثل في حفظ الأمن في المنطقة المضطربة وبذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب والتقاء وجهات النظر بشأن الأزمات في المنطقة. وتًعدّ الزيارات الرسمية الثنائية المنتظمة خير دليل على متانة الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية.
تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية تطورًا ونموًا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية، وتتوافق وجهات نظر البلدين الصديقين ورؤاهما حيال الكثير من القضايا المشتركة.
وتكتسب العلاقات أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فرنسا منها موقعًا متميزًا.
ويزخر أرشيف ذاكرة العلاقات السعودية الفرنسية بصور تجسد شراكة تنمية، وصداقة متينة بين البلدين، تمضي قدماً بقوة وثبات، وسجلت في مختلف الميادين خطوات رائدة وثابتة.
وشهدت العلاقات الثقافية التاريخية بين البلدين على مدى العقود الستة الماضية تعاوناً مستمراً في مختلف المجالات، ويسعى البلدان إلى تعزيز التعاون في هذه المجالات، لاسيما تطوير المتاحف، والصناعة السينمائية، والتراث، وهناك تعاون للتطوير المستدام لمنطقة العلا، تسهم من خلاله فرنسا بدعم التطوير الثقافي والسياحي لهذه المنطقة الزاخرة بالإمكانات.
وتهدف سياسة البلدين الصديقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص.
وتحرص فرنسا على شراكتها مع المملكة وتعتبرها "حليفاً وثيقاً" يلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي واستقرار المنطقة، لذا تعمل القيادة الفرنسية على التشاور مع القيادة في المملكة بشأن القضايا والأزمات الراهنة وسبل معالجتها.
وتتعاون المملكة مع فرنسا في جهود محاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، ويعكس ذلك مساهمة المملكة بتقديم 100 مليون دولار في إطار (تحالف الساحل) للتصدي للإرهاب.