تركيا ترد بقوة على شائعات نقل مكتب حماس
اتحاد العالم الإسلاميفي رد حاسم على الأنباء المتداولة حول انتقال المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا، أكدت الحكومة التركية يوم الأحد أن هذه المعلومات "غير واردة حاليًا". جاء هذا التصريح على لسان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي نفى في تصريحات تلفزيونية أن يكون هناك أي حقيقة وراء هذه الشائعات، مؤكدًا أن «مكتب حماس لم ينتقل إلى تركيا».
وقال فيدان في اللقاء، الذي أجرته معه قناة تركية، إن تركيا على تواصل مستمر مع دولة قطر في ما يتعلق بمستجدات الأزمة في غزة، مشيرًا إلى أن الأولوية حاليًا تكمن في السعي لوقف إطلاق النار في القطاع. ورفض الوزير التركي الشائعات التي تحدثت عن انتقال المكتب السياسي لحركة حماس إلى بلاده، مؤكدًا أن تركيا لا تسعى في الوقت الراهن لاستضافة مكتب حماس.
كما أشار فيدان إلى أن الإدارة الأمريكية، التي تترأسها حاليًا الإدارة الديمقراطية، تسعى إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس قبل انتهاء فترة ولايتها، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع تحقيق تقدم في ملف وقف إطلاق النار أو في قضية الرهائن. وتابع فيدان موضحًا أن واشنطن تأمل في إحراز تقدم في تلك القضايا، لكن الشروط التي تقدمها حاليًا لوقف إطلاق النار ليست نفس الشروط التي كانت قد وافقت عليها حركة حماس في وقت سابق.
وأضاف فيدان أن تركيا، من جهتها، تركز على تسهيل الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وأنها تعمل مع دول أخرى في المنطقة مثل قطر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، على تحقيق هذه الأولوية الإنسانية.
في وقت سابق، نفت وزارة الخارجية التركية الشائعات التي تحدثت عن نقل مكتب حماس السياسي إلى الأراضي التركية، مؤكدة أن هذه الادعاءات "لا تعكس الواقع". كما أصدرت الخارجية القطرية بيانًا قبل أيام نفت فيه إغلاق مكتب حماس في الدوحة بشكل نهائي، واصفة هذه الادعاءات أيضًا بأنها "غير صحيحة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة لم يُغلق نهائيًا، وإن «قياديي حماس الذين يتفاوضون في ملف وقف إطلاق النار ليسوا حاليًا في الدوحة»، موضحًا أن المكتب نفسه لم يعد له وظيفة حاليًا في غياب عملية الوساطة.
وأشار الأنصاري إلى أن المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة تأسس في الأصل بغرض تسهيل عملية الوساطة بين الأطراف المعنية، مؤكدًا أنه في حال اتخاذ قرار بإغلاق المكتب بشكل نهائي، فإن وزارة الخارجية القطرية ستعلن ذلك من خلال منصاتها الرسمية.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تقارير إعلامية نشرتها وكالتي "رويترز" و"فرانس برس"، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، تفيد بأن قطر أوقفت العمل بمكتب حماس في الدوحة بعدما "لم يعد لوجوده مبرر"، مشيرة إلى أن قطر قررت الانسحاب من جهود الوساطة التي كانت قد انخرطت فيها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي سياق ذلك، أُعلن عن فشل جهود الوساطة التي بذلتها كل من قطر، مصر، والولايات المتحدة، حيث تزايدت الاتهامات بين حركة حماس وإسرائيل حول الطرف المسؤول عن فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
وفيما تسعى قطر إلى الحفاظ على دورها كوسيط، كانت الوساطات السابقة قد فشلت في التوصل إلى أي اتفاق ملموس، مما جعل الضغط الدولي يتزايد على الأطراف كافة من أجل التوصل إلى حلول عاجلة لوقف القتال وتحقيق هدنة في غزة.