تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة لإنهاء العدوان على غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة


في مشهد سياسي يتسم بالتصعيد الإقليمي والتدهور الإنساني، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده لم تتوقف لحظة عن بذل الجهود الدبلوماسية لإنهاء ما وصفه بـ"الحرب الظالمة" على قطاع غزة، مجددًا تمسك مصر بموقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في الشرق الأوسط.
جاءت تصريحات عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره البولندي رادوسواف شيكورسكي، حيث شدد على ضرورة وقف "العدوان الإسرائيلي الغاشم"، داعيًا إلى العودة الفورية إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير، كخطوة أولى نحو تهدئة الأوضاع وإعادة بعض الاستقرار للمنطقة.
وأكد الوزير المصري أن اتفاقه مع الجانب البولندي تضمن رفضًا واضحًا وصريحًا لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من القطاع، مع ضرورة الدفع نحو حل سياسي شامل يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الفلسطينيين ووضع حد لهذا الصراع المستمر منذ عقود.
أزمة إنسانية خانقة
في سياق موازٍ، ألقى عبد العاطي الضوء على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية والطبية في قطاع غزة، مؤكدًا أن توقف دخول المساعدات من الجانب الإسرائيلي منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس الماضي زاد من تعقيد الأزمة. وأشار إلى أن القطاع يواجه كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف، في ظل نقص حاد في الغذاء، والدواء، ومواد الإغاثة الأساسية.
تحركات إقليمية مستمرة بقيادة مصر
لم تقتصر جهود مصر على المسار الثنائي والدولي، بل شملت أيضًا تحركات إقليمية واسعة، حيث أشار عبد العاطي إلى الزيارات التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرًا إلى قطر والكويت. وأوضح أن هذه الزيارات تأتي ضمن التنسيق العربي المشترك لتكثيف الضغط على الأطراف الفاعلة من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وكشف الوزير عن نقاشات مطولة بين الرئيس السيسي وأمير دولة قطر حول السبل الممكنة لإنهاء العدوان الإسرائيلي، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، مشددًا على أن مصر ستواصل جهودها في هذا المسار "مهما كانت الصعوبات"، معتبرًا أن صوت الدبلوماسية لا بد أن يعلو فوق صوت الحرب.
كما تعكس تصريحات وزير الخارجية المصري اتساع نطاق التحرك المصري على مختلف الأصعدة — الدولية، الإقليمية، والإنسانية — في مواجهة أزمة معقدة تتشابك فيها السياسة بالجغرافيا، والمأساة بالواقع اليومي لملايين المدنيين العزل في قطاع غزة، ما يجعل من الدور المصري ركيزة محورية لا يمكن تجاهلها في أي مسعى لإنهاء هذا النزاع الدموي.