باب الفتاوى

أول تعليق من الأزهر عن التنمر بتقليد طريقة كلام الناس: مرفوض دينيًا وأخلاقيًا

مركز الفتوي
مركز الفتوي

ظاهرة التنمر والسخرية تعتبر من أبرز الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمعات.

وتتنوع أشكال التنمر والسخرية ويمكن أن تكون لفظية أو جسدية أو نفسية، وتحدث في أماكن مختلفة مثل المدارس، أماكن العمل، أو حتى في الحياة الاجتماعية اليومية. سنتناول في هذا المقال أهم الجوانب المتعلقة بهذه الظاهرة:

1. تعريف التنمر:

التنمر هو سلوك عدواني متكرر يتضمن محاولة فرض السيطرة على شخص آخر من خلال الإهانة أو السخرية أو الاعتداء البدني. يتميز التنمر بأنه سلوك موجه ضد شخص لا يمكنه الدفاع عن نفسه أو يفتقر إلى القوة للرد عليه.

2. السخرية وأثرها:

السخرية هي شكل من أشكال التنمر اللفظي، حيث يتم استخدام التهكم أو الاستهزاء بشخص آخر بطريقة تهدف إلى التقليل من شأنه أو تحقيره. قد تكون السخرية خفيفة وقد تكون قاسية، ولكن في كل الحالات يمكن أن تؤدي إلى:

التأثير النفسي السلبي: مثل الشعور بالعار، القلق، أو الاكتئاب.

تأثير على الصورة الذاتية: حيث يشعر الشخص المستهدف بأنه غير محترم أو غير مقبول.

عواقب اجتماعية: مثل العزلة أو التوتر في العلاقات الاجتماعية.

3. أسباب التنمر والسخرية:

عدم الوعي أو الثقافة: بعض الأفراد قد لا يدركون مدى تأثير كلماتهم أو تصرفاتهم على الآخرين.

التأثيرات الاجتماعية: قد يحدث التنمر بسبب التنشئة الاجتماعية في بيئة تشجع على التفوق على الآخرين أو تنتقد الأشخاص المختلفين.

الشعور بالنقص: قد يلجأ البعض إلى التنمر والسخرية من الآخرين كوسيلة لإخفاء مشاعر الضعف أو القلق لديهم.

التأثر بالإعلام: بعض المحتويات الإعلامية قد تعزز ثقافة السخرية والتقليل من قيمة الآخرين.

4. التأثيرات السلبية للتنمر والسخرية:

على المستوى النفسي: قد يتسبب التنمر في اضطرابات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو حتى التفكير في الانتحار في بعض الحالات.

على المستوى الاجتماعي: يمكن أن يؤدي التنمر إلى عزلة الشخص المستهدف، ويصعب عليه تكوين علاقات اجتماعية سليمة.

على المستوى التعليمي أو المهني: قد يؤثر التنمر على الأداء الأكاديمي أو المهني للشخص، مما يعوق تقدمه ونجاحه.

5. طرق التعامل مع التنمر والسخرية:

الوعي والتوعية: يجب زيادة الوعي بين الأفراد والمجتمعات حول أضرار التنمر والسخرية وأثرهما على الصحة النفسية.

التعليم والتوجيه: تعليم الأفراد كيفية التعامل مع الآخرين باحترام وتقدير، وتدريبهم على التواصل الفعّال والإيجابي.

الدعم النفسي: توفير الدعم النفسي للفئات المستهدفة بالتنمر، سواء من خلال الاستشارات النفسية أو مجموعات الدعم.

التصدي للقوانين والتشريعات: يجب أن يكون هناك قوانين تجرم التنمر وتحاسب المتنمرين، سواء في المدارس أو أماكن العمل أو عبر الإنترنت.

6. دور الأسرة والمدرسة:

الأسرة: تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل من خلال تعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين بحترام وحب.

المدرسة: يجب أن تكون المدارس بيئة آمنة ومشجعة، وتعمل على تعليم الطلاب قيم الاحترام والتعاون، بالإضافة إلى تطبيق سياسات صارمة لمكافحة التنمر.

7. التنمر عبر الإنترنت:

أصبح التنمر الإلكتروني (أو التنمر عبر الإنترنت) مشكلة متزايدة في عصرنا الحالي، حيث يقوم بعض الأفراد بالاستهداف والتقليل من شأن الآخرين من خلال منصات التواصل الاجتماعي. هذه الظاهرة تؤدي إلى زيادة الشعور بالعزلة وتضر بالصحة النفسية للأفراد.

ويعد التنمر والسخرية ظواهر سلبية يجب أن يتم التصدي لها على جميع الأصعدة. من المهم تعزيز قيم الاحترام والتسامح، والتأكيد على أن التنوع في الأشخاص سواء من حيث الشكل أو الخلفيات أو الآراء هو ما يجعل المجتمعات أكثر غنى وثراء.

وفي ذلك السياق أكد الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن ظاهرة التنمر والسخرية، بتقليد طريقة كلام الناس من سلوكيات باتت منتشرة بشكل واسع، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بيئات العمل والمدارس والجامعات.

وأوضح مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج “البيت”، أن الإسلام حرم التنمر والسخرية تحريمًا شديدًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" (سورة الهمزة: 1)، وقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ" (سورة الحجرات: 11).

وأشار إلى أن التنمر يشمل السخرية من طريقة كلام الأشخاص أو لهجاتهم أو مظهرهم، وهو سلوك مرفوض دينيًا وأخلاقيًا، حيث يؤدي إلى إيذاء الآخرين نفسيًا ومعنويًا، مضيفا أن خطورة التنمر تشتد عندما يكون موجّهًا إلى أصحاب الهمم أو الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

كما شدد على دور الأسرة والمدرسة في توعية الأبناء بمخاطر التنمر، وتعليمهم احترام الآخرين وتعزيز روح التعاون والمساندة بين الأطفال والطلاب، مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى احترام الآخر والحفاظ على كرامة الإنسان.

مركز الأزهر العالمي للفتوى التنمر الدين الشرع التعليم

باب الفتاوى