نداء استغاثة طارئ بشأن الوضع الكارثي في قطاع غزة


أطلقت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية نداء استغاثة وصفته بـ"الطارئ" بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وأوضحت المنظمة الأممية أن قطاع غزة "يختنق" في ظل حصار صارم حرم سكانه من أبسط مقومات الحياة.
وأشارت المفوضية أن ما يحدث في غزة يمثل "حرمانا متعمدا ومقصودا"، مشيرة إلى أن السكان حرموا بشكل ممنهج من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة وعلى رأسها الغذاء والماء والوقود والإمدادات الصحية والتجارية.
وأكدت خلال ندائها، إن هذه الأزمة المتفاقمة دخلت أسبوعها الثامن، حيث لم تدخل أي شحنات مساعدات إنسانية منذ أكثر من 50 يوما.
وأعربت المفوضية عن بالغ قلقها حيال التدهور السريع في الأوضاع داخل القطاع، مؤكدة أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين.
وأشارت إلى انخفاض حاد في إمدادات المياه إلى جانب نفاد مخازن الغذاء بشكل شبه كامل، وهو ما دفعها إلى إغلاق العديد من المخابز بسبب انعدام الوقود اللازم لتشغيلها وغياب أي بدائل للطهي.
ويذكر أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اعتبر قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
تلقى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا من كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة سيجريد كاخ وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر حول كيفية التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وتناول الاتصال سبل ضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية اللازمة للتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع، وأهمية وقف العمليات العدائية الجارية والعودة إلى اتفاق وقف اطلاق النار، وفق تصريح للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير تميم خلاف.
كما تناول وزير الخارجية المصري والمسؤولة الأممية مواصلة إسرائيل استهداف العاملين في المجال الإنساني والمنظمات الأممية والإغاثية، وآخرها قرار إغلاق ست مدارس تابعة لوكالة الأونروا، مبرزاً الدور الحيوي الذى تقوم به الوكالة لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
وشدد وزير الخارجية المصري على أهمية تكثيف دعم المجتمع الدولي والمنظمات الأممية للفلسطينيين في غزة خلال المرحلة المقبلة، مستعرضاً الخطة العربية لإعادة الإعمار وعملية التحضير الجارية لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.
وأكد عبد العاطي على ضرورة تقديم المجتمع الدولي كافة أشكال الدعم بما يسهم في استعادة الخدمات الأساسية في القطاع، والشروع في أنشطة التعافي المبكر وإعادة تأهيل البنية التحتية وجعله قابل للحياة والتصدي لمخططات تهجير سكانه.
كما شهد اللقاء استعراض الرؤية المصرية لإنجاح المؤتمر وورش العمل المنبثقة عنه بما في ذلك التركيز على دور القطاع الخاص وآليات التمويل فضلاً عن الشقين السياسي والأمني بمستقبل حوكمة قطاع غزة.
يأتي الاتصال في سياق التوترات المستمرة في قطاع غزة، حيث تشهد المنطقة أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الصراع الممتد والقيود المفروضة على إيصال المساعدات، وفي ظل مواصلة إسرائيل إجراءاتها التعسفية ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تُعدّ الجهة الرئيسية التي تقدم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإغاثة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة.
وتلعب مصر كوسيط إقليمي رئيسي دورا بارزا في التنسيق مع الأمم المتحدة والأطراف الدولية لدعم القضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، ويعكس مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المزمع عقده جهود مصر لتحشيد الدعم الدولي ووضع خطط طويلة الأمد لإعادة تأهيل القطاع، مع التركيز على استعادة البنية التحتية وتحسين ظروف الحياة.