باب الفتاوى

فتاة تسأل ”طالما ربنا بيحبنا ليه خلق الجنة والنار” .. علي جمعة يجيب

إحدى الفتيات
إحدى الفتيات

الفكرة أن الله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنار كجزء من حكمة إلهية لا يمكننا أن نفهمها تمامًا في كل تفاصيلها كأشخاص محدودين. لكن هناك بعض المفاهيم التي يمكن أن تساعدنا في التفكير في هذا الموضوع:

الاختيار والحرية: الله سبحانه وتعالى منح البشر حرية الإرادة، وهذا يعني أن كل شخص لديه القدرة على اختيار الطريق الذي يسلكه. الجنة والنار هما نتيجة لهذه الاختيارات. إذا اختار الشخص أن يسير على الطريق الصحيح ويتبع ما يرضي الله، فيكون جزاؤه الجنة. وإذا اختار الطريق الخطأ، فيكون جزاؤه النار.

العدل الإلهي: الله عادل في حكمه، ولا يظلم أحدًا. حتى أولئك الذين يعذبون في النار، هم من اختاروا الطريق الذي يؤدي إلى العذاب بسبب تصرفاتهم واختياراتهم في الدنيا. الله تعالى لا يعذب أحدًا ظلمًا، بل كل إنسان يلقى جزاء عمله.

الابتلاء: الحياة في الدنيا هي مرحلة اختبار، والتجارب التي نمر بها هي جزء من هذا الابتلاء. من خلال هذه التجارب، يتعلم الناس الصبر، والصدق، والإيمان، وغير ذلك من القيم التي تعينهم في الجنة.

الرحمة والمغفرة: مع أن الله خلق النار، إلا أن رحمته وسعت كل شيء، وقد جعل باب التوبة مفتوحًا دائمًا. فحتى من يخطئ في الدنيا، يمكنه أن يتوب ويرجع إلى الله، والله يحب التوابين.

الفكرة الأساسية هي أن الحياة اختبار، والله أعطى لكل شخص الاختيار بين الخير والشر، وبين الجنة والنار. في النهاية، الله تعالى أعلم بما هو أفضل لكل إنسان، وهدفه أن تكون النتيجة بناءً على الاختيارات الصادقة والإيمان.

وجهت إحدى الفتيات سؤالا للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (طالما ربنا بيحبنا ليه خلق جنة نتنعم فيها وخلق لناس تانية نار يتعذبوا فيها؟

طالما ربنا بيحبنا ليه خلق الجنة والنار؟

وقال الدكتور علي جمعة، في برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الله تعالى كرمنا وأسجد لنا الملائكة وأراد لنا الخير، لكن الله تعالى لا يريد أن ندخل الجنة ويريد لهؤلاء أن يدخلوا النار.

وتابع: الله علام الغيوب وعليم بكل شئ، فالله تعالى شئ والكون كله شئ آخر، فالله يرى الكون دفعة واحدة، فالله خارج الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فهذه الأربعة هي الكون لكن الله ليس هو الكون وليس كمثله شئ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

وفي سياق متصل أكد الشيخ أحمد طلبة، أن الإخلاص هو سر بركة العلم وأثره، خاصة في حفظ القرآن الكريم، موضحاً أن الحافظ ينبغي أن يجعل هدفه وجه الله تعالى، لا طلب الشهرة أو الثناء من الناس، مستشهداً بقوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى".

وأوضح الشيخ أحمد طلبة، خلال حوار مع الدكتور هاني تمام، ببرنامج "الجلال والجمال في القرآن"، المذاع على قناة الناس، أن من علامات الإخلاص في حفظ القرآن أن يكون الحافظ حريصاً على العمل به ونقله للآخرين دون انتظار مقابل، مشيراً إلى أن العالم الحقيقي يسعد عندما يرى تلاميذه أفضل منه، لأن هذا هو جوهر الإخلاص الذي سار عليه الأنبياء والمشايخ العظام.

وأضاف أن من ثمار الإخلاص في حفظ القرآن أن يصبح الطالب متمكناً لدرجة أنه يُراجع أستاذه، لافتاً إلى أنه شخصياً يرى هذه الثمرة في تلاميذه الذين يراجعون معه تسجيلاته في القراءات، ويصححون له بعض المواضع، مما يؤكد أن الحفظ لا يكون مجرد تكرار، بل فهم وإتقان.

وشدد على أن الحافظ المخلص هو من يجعل القرآن نوراً في حياته وحياة من حوله، داعياً كل من يسلك طريق الحفظ إلى استشعار النية الخالصة لله، حتى يكون القرآن شفيعاً له يوم القيامة.

إحدى الفتيات علي جمعة العذاب الجنه النار

باب الفتاوى