أخبار وأحداث

طبول حرب نووية في الشرق الأوسط.. التصعيد بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي

حرب نووية
حرب نووية

تتسارع الخطوات على رقعة الشرق الأوسط باتجاه سيناريو كارثي، مع تزايد مؤشرات التصعيد بين إيران وإسرائيل، وتنامي التهديدات الإقليمية التي تنذر بتحول التوتر الحالي إلى مواجهة عسكرية شاملة، قد تشمل استخدام أسلحة غير تقليدية.
آخر فصول هذا التصعيد جاء عبر دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليلة أمس، لسكان طهران بـ"إخلاء المدينة فورًا"، وذلك في منشور نشره على منصته "تروث سوشيال"، ما أثار حالة من الذعر والجدل الواسع حول جدية التهديدات الأميركية، واحتمال تدخل عسكري وشيك يستهدف المنشآت الحيوية في إيران.
في السياق ذاته، نشر معهد "أمريكان إنتربرايز"، وهو أحد مراكز الأبحاث النافذة في واشنطن، تقريرًا رجّح فيه امتلاك إيران لما وصفه بـ"قنبلة قذرة" — وهي نوع من الأسلحة الإشعاعية غير النووية بالكامل، لكن تأثيرها النفسي والبيئي مدمر — قد تلجأ إليها طهران في حالة تعرضها لهجوم جوي أميركي باستخدام قاذفات استراتيجية.

ردع نووي


أما التطور الأبرز والأكثر إثارة للقلق، فجاء من الجبهة الباكستانية. صحيفة تايمز أوف إنديا نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن باكستان أبلغت إيران رسميًا استعدادها للرد النووي ضد إسرائيل، في حال أقدمت الأخيرة على استخدام أسلحة نووية ضد طهران.
وقد أكد هذه التصريحات محسن رضائي، أحد أبرز قادة الحرس الثوري وعضو مجلس الأمن القومي الإيراني، خلال مقابلة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي، حيث أشار إلى أن إسلام آباد طمأنت طهران بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تحول النزاع إلى حرب نووية.
تأتي هذه التصريحات بالتوازي مع تحذيرات من قدرات الردع الباكستانية؛ إذ تملك باكستان صواريخ "شاهين-3"، القادرة على حمل رؤوس نووية، وبمدى يصل إلى 2700 كيلومتر، ما يضع الأراضي الإسرائيلية كافة ضمن نطاق الاستهداف.
ورغم أن الجيش الباكستاني لم يُصدر بيانًا رسميًا بشأن هذه المزاعم حتى الآن، إلا أن صاروخ شاهين-3 مصنف حاليًا ضمن القدرات التشغيلية للقوة الاستراتيجية الباكستانية، ما يعزز فرضية الجاهزية التامة للردع النووي.

في موازاة ذلك، اتخذت القيادة السياسية في باكستان خطوات علنية لتعزيز خطاب المواجهة، إذ دعا وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، خلال جلسة الجمعية الوطنية يوم 14 يونيو، الدول الإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه "العدوان الإسرائيلي"، محذرًا من أن إسرائيل لا تستهدف إيران وحدها، بل تسعى لترهيب العالم الإسلامي بأسره.
وفي موقف أكثر وضوحًا، حث آصف الدول الإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على قطعها فورًا، داعيًا منظمة التعاون الإسلامي إلى اجتماع طارئ بهدف صياغة استراتيجية موحدة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.

دعم باكستاني

من جهته، أجرى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، عبّر فيه عن دعم إسلام آباد الكامل لطهران، وأدان الغارات الإسرائيلية باعتبارها "انتهاكًا لسيادة إيران" و"تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والعالمي". كما دعا المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، إلى التحرك الفوري لكبح جماح إسرائيل.

ما يؤكد أن المنطقة تقف على حافة صراع إقليمي قد يتجاوز حدود إيران وإسرائيل.
في الخلفية، تلوح سيناريوهات سوداوية تشمل تدخلاً نوويًا، وانخراط قوى نووية أخرى مثل باكستان، وسط صمت دولي مريب، وعجز المنظمات الإقليمية والدولية عن اتخاذ إجراءات رادعة.
التهديد لا يمس الأمن الإيراني فقط، بل يفتح الباب أمام إعادة تشكيل خطيرة للتحالفات في الشرق الأوسط، واحتمال انزلاق غير مسبوق نحو مواجهة نووية متعددة الأطراف، سيكون العالم بأسره أحد المتضررين منها.

حرب نووية إيران باكستان

أخبار وأحداث