أخبار وأحداث

الشرق الأوسط على صفيح ساخن.. موسكو تلوّح بالوساطة وتحذر من التصعيد الإيراني-الإسرائيلي

روسيا
روسيا

تشير التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط إلى تصاعدٍ خطير في التوتر بين إيران وإسرائيل، وهو ما دفع عدة دول إلى اتخاذ تدابير احترازية، وعلى رأسها روسيا والصين. فقد أعلن الكرملين، يوم الثلاثاء، أن الوضع في المنطقة "ينذر بالخطر"، متوقعًا مزيدًا من التصعيد في ظل غياب بوادر لحلول سياسية واقعية.

في هذا السياق، كشفت موسكو عن تكثيف جهود سفارتها في طهران لإجلاء رعاياها من إيران، في خطوة تعكس مستوى القلق الروسي من تدهور محتمل على الأرض قد يهدد المدنيين الأجانب. تزامن ذلك مع تحذير مشابه من السفارة الصينية، التي دعت مواطنيها إلى مغادرة إيران بأسرع وقت، مشيرة إلى تنسيق مباشر مع السلطات الإيرانية لتسهيل عمليات الإجلاء.

قلق روسي

القلق الروسي لم يقتصر على السلامة الميدانية، بل امتد ليعكس قراءة استراتيجية أعمق لمسار النزاع. فقد حمّل الكرملين إسرائيل، بصورة غير مباشرة، مسؤولية انسداد أفق التفاوض، مشيرًا إلى "عدم وجود رغبة لدى تل أبيب في اتباع المسار السلمي"، وهو تصريح يعكس تراجعًا في لغة الحياد الدبلوماسي الروسي، وقد يُفهم كإشارة إلى انزعاج موسكو من التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير تجاه أهداف إيرانية في سوريا وربما داخل الأراضي الإيرانية.

من جانبه، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح مبادرة الوساطة بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن العرض الروسي لا يزال قائمًا. وتتمحور هذه الوساطة حول مقترح عملي يهدف إلى تهدئة المخاوف النووية عبر التخلص من اليورانيوم عالي التخصيب الموجود في إيران، وتحويله إلى وقود مفاعل مدني تحت إشراف دولي. هذا المقترح يُنظر إليه في الكرملين كآلية لخفض التوتر الإقليمي، لا سيما في ظل المراوحة الدبلوماسية الأميركية والأوروبية، والانشغال الغربي بالأزمة الأوكرانية.

أبعاد الأزمة

  1. أمنية: القصف المتبادل والاغتيالات والضربات بالطائرات المسيّرة يهدد بتحوّل الصراع إلى مواجهة مفتوحة بين طهران وتل أبيب، بما قد يشعل المنطقة من جديد ويدفع أطرافًا إقليمية للتورط، سواء عبر الدعم السياسي أو العسكري.

  2. دبلوماسية: غياب قنوات اتصال موثوقة بين الطرفين، وفشل الوساطات السابقة، يُعقّد أي احتمال لحل سياسي سريع. في المقابل، تحاول روسيا التموقع كوسيط محايد وفاعل، لكنها تواجه تحديات تتمثل في محدودية نفوذها على الطرفين، خاصة بعد تقليص دورها في الملف النووي الإيراني إثر العقوبات الغربية.

  3. استراتيجية دولية: تحركات روسيا والصين تعكس قلقًا أكبر من احتمالية توسيع الصراع بما يضر بمصالحهما الاقتصادية والسياسية في المنطقة، ويهدد أمن رعاياهما. كما يُقرأ ذلك ضمن تنافس القوى الكبرى على النفوذ في الشرق الأوسط في ظل فراغ نسبي في الأداء الأميركي التقليدي.

الشرق الأوسط صفيح ساخن موسكو التصعيد الإيراني الإسرائيلي

أخبار وأحداث