من قلب كييف.. وزير الخارجية الألماني يتعهد بتكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي


في مؤشر جديد على تصاعد الدعم الأوروبي لكييف في وجه الهجمات الروسية المستمرة، وصل وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، صباح الاثنين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة رسمية غير معلنة مسبقاً لأسباب أمنية، حيث استقل قطاراً خاصاً من بولندا برفقة ممثلين عن قطاع الصناعات الدفاعية الألماني.
تأتي الزيارة في ظل تصاعد الغارات الجوية الروسية، والتي باتت تشكّل ضغطاً متزايداً على الدفاعات الأوكرانية، ما دفع برلين إلى التأكيد مجدداً على التزامها طويل الأمد بدعم أوكرانيا، عسكرياً واقتصادياً. وقال فاديفول خلال زيارته إن "حرية أوكرانيا ومستقبلها هما أهم أولويات سياستنا الخارجية والأمنية"، مشدداً على أن بلاده ستستمر في تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي متطورة، بالإضافة إلى حزم جديدة من المساعدات الإنسانية والمالية.
برلين ترفع مستوى الشراكة الاستراتيجية مع أوكرانيا
الوزير الألماني لم يكن وحده، إذ رافقه وفد من كبار ممثلي الصناعات الدفاعية الألمانية، وهو ما يُعد إشارة واضحة إلى رغبة برلين في رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية مع أوكرانيا، ليس فقط في إطار الدعم الآني، بل أيضاً في أفق ما بعد الحرب، حيث يجري الحديث عن خطط لإعادة الإعمار وتعزيز القدرات الصناعية والدفاعية لكييف.
ومن المقرر أن يلتقي فاديفول بنظيره الأوكراني أندريه سيبيها، لبحث مستجدات الوضع الميداني والدعم الأوروبي المنتظر، كما سيشارك في مراسم إحياء ذكرى مذبحة "بابي يار"، التي ارتكبتها القوات النازية عام 1941 بحق أكثر من 33 ألف يهودي، في لفتة رمزية تربط بين مآسي التاريخ والتزام ألمانيا المعاصر بدعم الشعوب في مواجهة العدوان.
كما ستشهد الزيارة لقاءات موسعة بين رجال أعمال ألمان ومسؤولين أوكرانيين، في خطوة تعكس رغبة متبادلة في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والدفاع.
الحرب تعيد رسم أولويات أوروبا الأمنية
الجدير بالذكر أن هذه الزيارة ليست الأولى لفاديفول، إذ سبق أن زار أوكرانيا في مايو الماضي، بعد أيام من تسلمه منصبه، حيث شارك في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بمدينة لفيف غربي البلاد. إلا أن زيارته الحالية تحمل طابعاً أكثر زخماً، بالنظر إلى تصاعد الهجمات الروسية، وتعثر جهود السلام، واستمرار اعتماد أوكرانيا على المساعدات الغربية للبقاء في مواجهة آلة الحرب الروسية.
وبينما تعيد الحرب رسم أولويات أوروبا الأمنية، يبدو أن برلين تسعى لتأكيد دورها كفاعل رئيسي في دعم الاستقرار الأوروبي، ومواجهة ما تعتبره تهديداً مباشراً لقيم النظام الدولي القائم على سيادة الدول واحترام الحدود.