أخبار وأحداث

بحر اليابان في مرمى الصواريخ الروسية والصينية.. مناورات نارية ورسائل استراتيجية لواشنطن وطوكيو

مناورات بحرية
مناورات بحرية

في مشهد عسكري متسارع يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة المحيط الهادئ، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ مناورات بحرية وجوية ضخمة في بحر اليابان، شاركت فيها سفن حربية وأنظمة صواريخ ساحلية، ضمن قوات أسطول المحيط الهادئ الروسي، في خطوة تؤكد مضي موسكو في استعراض عضلاتها العسكرية شرقاً، رغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا.


وبحسب ما نقلته وكالة "تاس" الروسية، شملت المناورات تنفيذ "ضربة صاروخية مشتركة" باستخدام صواريخ كروز ضد أهداف بحرية افتراضية تحاكي سفناً معادية. وقد أكدت الوزارة "نجاح الضربات"، مشيرة إلى أن جميع الأهداف أُصيبت بدقة.


وبرز في المناورة استخدام السفينة الحربية الرئيسية للأسطول، الطراد الصاروخي "فارياج جاردز"، الذي أطلق صاروخاً من طراز "فولكان" المضاد للسفن، إلى جانب أربع صواريخ كروز من طراز "موسكيت" أطلقتها زوارق هجومية صغيرة. هذه الصواريخ معروفة بسرعتها الفائقة وقدرتها على ضرب أهداف في عرض البحر بسرعة تفوق الصوت.


الشراكة الروسية الصينية.. مناورات "الردع الاستراتيجي"


لم تكن هذه التحركات الروسية أحادية؛ إذ سبقتها وتزامنت معها سلسلة من المناورات العسكرية المشتركة مع الصين في ذات المنطقة الحساسة، في إشارة واضحة إلى تصاعد التنسيق العسكري بين موسكو وبكين في وجه النفوذ الأميركي وحلفائه الآسيويين، خاصة اليابان وكوريا الجنوبية.
ففي ديسمبر الماضي، شاركت القاذفة الاستراتيجية الروسية Tu-95 في طلعة جوية مشتركة مع قاذفتين صينيتين من طراز H-6N، وكلها طائرات قادرة على حمل رؤوس نووية، حلّقت فوق بحر اليابان. اعتُبرت هذه العملية استعراضاً صريحاً للقدرات النووية بعيدة المدى لكلا البلدين، ورسالة مباشرة لواشنطن مفادها: "جاهزون للتصعيد إن لزم الأمر".


كما نظمت روسيا والصين في سبتمبر السابق مناورات بحرية في بحر اليابان تحت شعار تعزيز "الاستعداد المشترك للدفاع عن المصالح الإقليمية"، وهو خطاب يثير قلقاً متزايداً لدى اليابان، التي تعتبر بحر اليابان جزءاً من مجالها الأمني الحيوي.

مناورات "بيبو/إنتر أكشن 2024"

ضمن سلسلة هذه الأنشطة، أطلقت القوات البحرية الروسية والصينية تدريبات بحرية مشتركة ضخمة تحت اسم "بيبو/إنتر أكشن 2024"، انطلقت من ميناء فلاديفوستوك الروسي، القريب من الحدود مع بحر اليابان.
تضمنت المرحلة الأولى من المناورة عمليات محاكاة لضربات صاروخية باستخدام معلومات استخباراتية مصدرها القوات الجوية، وهو ما يشير إلى محاولة اختبار مستوى التنسيق بين وحدات الأسلحة المختلفة لكلا الجيشين. وشملت التدريبات أيضاً استخدام أنظمة دفاع جوي ومضادة للغواصات، في تجربة ميدانية متقدمة للتكامل القتالي بين روسيا والصين.


رسائل إلى الغرب أم استعداد لحرب محتملة؟


رغم طابعها التدريبي، فإن هذه المناورات تحمل أبعاداً استراتيجية واضحة. فهي تأتي في وقت يشهد تصاعداً في التوتر بين الصين واليابان حول جزر متنازع عليها، وزيادة الحضور العسكري الأميركي في بحر الصين الشرقي، فضلاً عن الدعم الأميركي العسكري المتزايد لتايوان.
أما موسكو، فترى في بحر اليابان ساحة بديلة لتوسيع نفوذها البحري في مواجهة الطوق الغربي المفروض عليها في أوكرانيا وأوروبا الشرقية.

بحر اليابان الصواريخ الروسية والصينية مناورات نارية واشنطن طوكيو

أخبار وأحداث