الرئيس الإيراني ينتقد سياسات الولايات المتحدة ويؤكد حق بلاده في الطاقة النووية


جاءت تصريحات الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان خلال جلسة للبرلمان الإيراني، في وقت بالغ التوتر الإقليمي، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث شنّت إسرائيل سلسلة هجمات دقيقة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية تحت عملية سُميت "الأسد الصاعد"، متذرعة بتقديرات استخباراتية تشير إلى اقتراب طهران من إنتاج سلاح نووي.
في خطابه، سعى بيزشكيان إلى تثبيت ثلاث رسائل أساسية:
رفض الاتهامات بالسعي للتسلح النووي:
أكد أن طهران لم تنسحب من ميدان الحوار، وأن المفاوضات غير المباشرة مع القوى الدولية كانت مستمرة.
شدد على أن البرنامج النووي الإيراني "سلمي" بطبيعته، وأن الحق في البحث العلمي والاستفادة من الطاقة النووية مكفول بموجب القانون الدولي.
الهجوم على السياسات الأميركية والدعم الإسرائيلي
اتهم بيزشكيان الولايات المتحدة بـ"الابتزاز"، ووصف سماحها لإسرائيل بشن ضربات على بلاده بأنه خرق للقانون الدولي.
انتقد ما وصفه بـ"البلطجة الدولية"، ملمحًا إلى أن طهران تدافع عن نفسها لا أكثر، رافضًا تصويرها كقوة عدائية.
تأكيد على الصمود والوحدة الداخلية والدعوة إلى موقف إسلامي مشترك:
طالب الشعب الإيراني بالتماسك في وجه العدوان، ونبّه إلى أن استهداف العلماء الإيرانيين يمثل اغتيالًا للعلم وليس للجيش.
وجه نداء إلى الدول الإسلامية والإقليمية باتخاذ موقف حاسم من إسرائيل، مشددًا على أن إيران لم تبدأ الحرب لكنها مستعدة للرد.
تصعيد ميداني ورفض التفاوض
في موازاة هذه التصريحات، كشفت مصادر دبلوماسية لوكالة "رويترز" أن إيران رفضت وساطات من قطر وعُمان لبحث وقف إطلاق النار، مبررة موقفها بأنها لن تدخل مفاوضات تحت القصف. هذا التصعيد يُظهر أن طهران تنتهج سياسة "الرد أولاً ثم التفاوض"، في محاولة لإعادة رسم معادلات الردع.
يأتي هذا الموقف بينما يتوسع نطاق الصراع ليطال أطرافًا دولية. الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحدث عن انفتاحه على وساطة محتملة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما أكده مبعوث الاستثمار الروسي كيريل دميترييف الذي وصف روسيا بأنها "قادرة على لعب دور رئيسي في الوساطة".
تصريح ترمب بأنه "لا يستبعد التدخل الأميركي" يعيد الأزمة إلى مربع الحذر، خصوصًا مع احتمال تدويلها.
التصعيد الإسرائيلي، وردود إيران النارية، تضع المنطقة أمام خطر تحول الحرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة بين قوتين إقليميتين. وفي ظل تراجع فرص التهدئة، تبقى شرارة الانفجار الأوسع رهن ضربة إضافية من أحد الطرفين.
وتبقى الأسئلة مفتوحة:
هل تنجح روسيا أو أطراف إقليمية في كبح التدهور؟
وهل تسعى إيران فعلاً للتفاوض، أم أن الأمر يتعلق بتثبيت أوراقها قبل أي طاولة محتملة؟
وإلى أي مدى ستبقى واشنطن "غير متورطة"، كما قال ترمب، إذا انزلقت المنطقة نحو مواجهة شاملة؟.