أخبار وأحداث

أنقرة تعرض الوساطة وسط انهيار المحادثات النووية بعد التصعيد الإيراني-الإسرائيلي

أردوغان
أردوغان

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، دخلت تركيا على خط الأزمة الدبلوماسية، معلنة استعدادها للتوسط بين طهران وواشنطن لإعادة إحياء المحادثات النووية المتعثرة. فقد نقلت وكالة "رويترز" عن الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى، يوم الاثنين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، أكد خلاله استعداد أنقرة للعب دور الوسيط بهدف إنهاء التصعيد العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

إلغاء الجولة السادسة من المحادثات


ويأتي هذا التطور في أعقاب إلغاء الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كانت مقررة يوم الأحد الماضي في العاصمة العمانية مسقط. ويمثل هذا الإلغاء انتكاسة كبيرة لجهود استئناف الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عام 2018، ولم تفلح المحاولات اللاحقة في إحيائه.


وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أعلن عن إلغاء اللقاء قبل يوم واحد من موعده، عبر منشور على منصة "إكس"، أكد فيه أن "الدبلوماسية والحوار يظلان الخيار الوحيد لتحقيق السلام الدائم"، في إشارة ضمنية إلى تمسك السلطنة بدورها كوسيط محايد رغم الفشل المؤقت.
وجاء قرار إلغاء الجولة بعد تصعيد عسكري خطير وقع فجر الجمعة، حيث شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً واسعاً على أهداف في العمق الإيراني، وردّت طهران بهجمات مماثلة استهدفت مناطق إسرائيلية، في مشهد أعاد شبح الحرب الإقليمية الواسعة إلى الواجهة، وأغلق أبواب الحوار مؤقتاً.


الاشتباك الأخير بين القوتين يمثل أخطر موجة تصعيد منذ شهور، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص من الجانبين، وزاد من هشاشة البيئة الدبلوماسية الإقليمية. في ظل هذه الظروف، تسعى تركيا إلى استغلال موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها المتوازنة مع الطرفين لتقديم نفسها كوسيط فاعل في الوقت الذي تتراجع فيه فرص الحوار.
غير أن نجاح الوساطة التركية يظل رهناً بإرادة سياسية لدى كل من واشنطن وطهران، في ظل أجواء مشحونة بالشكوك وانعدام الثقة، ما يجعل العودة إلى مسار تفاوضي مجدداً مهمة بالغة التعقيد.


إسرائيل تستخدم تتبع الهواتف في عمليات اغتيال ممنهجة

في سياق متصل حذرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، من تصاعد خطير في وتيرة عمليات الاغتيال التي تُتهم إسرائيل بتنفيذها، من خلال استخدام تقنيات متطورة لتتبع الهواتف المحمولة.


وتأتي هذه التحذيرات في ظل بيئة إقليمية مشحونة، تشهد تصاعداً في عمليات تصفية شخصيات بارزة داخل محور المقاومة، لا سيما تلك العاملة في المجالات العلمية والأمنية.


وبحسب تقرير نشرته وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية، فإن "تل أبيب تعتمد بشكل رئيس على تتبع إشارات الهواتف المحمولة لتحديد مواقع الشخصيات المستهدفة وتصفية وجودها جسدياً"، معتبرة أن هذه الأساليب أصبحت ركيزة أساسية في استراتيجيات الاغتيال الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أن هذه التقنيات استخدمت بالفعل في عمليات سابقة، مشيراً تحديداً – في ما وصفته بهجوم إعلامي مباشر – إلى "اغتيال إسماعيل هنية"، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، رغم أن الخبر لا يتطابق مع ما هو معروف عن وضع هنية الحالي، مما قد يُفهم منه تهديداً مبطّناً أو إشارة إلى محاولات اغتيال فاشلة.


وتكمن خطورة هذه الأدوات التكنولوجية، وفق التحذيرات الإيرانية، في أن إيقاف تشغيل الهاتف المحمول لا يُعد كافياً لمنع تتبعه. إذ أوضحت وكالة فارس أن الأجهزة قد تظل ترسل إشارات حتى في حال إيقافها، ما يجعل من الضروري إغلاق الهاتف في موقع منفصل وآمن بعيداً عن الموقع الحقيقي للشخص المستهدف، وعدم اصطحابه إلى أي مكان يُعد حساساً أمنياً أو يُمكن أن يُشكل هدفاً محتملاً للعدو.

أنقرة الوساطة المحادثات النووية التصعيد الإيراني الإسرائيلي

أخبار وأحداث