زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى واشنطن.. دبلوماسية الجنرالات وسط اشتعال الجبهات الإقليمية


في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا، يقوم قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، تتخللها لقاءات رفيعة المستوى أبرزها اجتماعه اليوم الأربعاء بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفقًا لما نقلته صحيفة جيو الباكستانية عن مصادر أمنية.
وتعكس الزيارة أبعادًا استراتيجية تتجاوز البعد الثنائي البسيط بين واشنطن وإسلام آباد، لعدة أسباب متداخلة:
سياق إقليمي مشتعل بين باكستان والهند
تأتي زيارة منير بعد أسابيع قليلة من تصاعد التوتر بين الهند و باكستان، إثر اشتباكات مسلحة محدودة على الخط الفاصل في كشمير، ما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات التصعيد الدائم بين القوتين النوويتين.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، كان لإدارة ترامب دور غير معلن في التوسط من أجل خفض التوتر إطلاق النار المؤقت، ما يفسر دلالة اللقاء بين منير وترامب بوصفه محاولة لتعزيز قنوات الاتصال الأمنية بعيدًا عن البروتوكولات السياسية التقليدية.
الدور العسكري في السياسة الباكستانية
تحمل زيارة قائد الجيش أهمية داخلية أيضًا، في ظل تصاعد دور المؤسسة العسكرية الباكستانية في توجيه السياسات الخارجية، لا سيما تجاه واشنطن، التي غالبًا ما تعاملت مع الجنرالات الباكستانيين بوصفهم صناع القرار الفعليين في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
التوترات المتفجرة في الشرق الأوسط
لا تنفصل هذه الزيارة عن السياق الجيوسياسي الأوسع، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، والانخراط غير المباشر لعدة أطراف إقليمية في تلك المواجهة، بما فيها باكستان من خلال مواقفها السياسية والعقائدية.
وقد تلعب إسلام آباد دورًا محوريًا في توازنات الشرق الأوسط بحكم علاقاتها الوثيقة بكل من السعودية وإيران، ما يجعل أي تواصل رفيع المستوى بين واشنطن والمؤسسة العسكرية الباكستانية مثيرًا للاهتمام.
عودة ترامب إلى المشهد
لقاء الجنرال منير بدونالد ترامب، رغم كونه خارج المنصب التنفيذي، قد يشي برغبة الطرفين في بناء تفاهمات مستقبلية في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وتكشف هذه الديناميكية عن إدراك الجيش الباكستاني لأهمية الحفاظ على خطوط تواصل متعددة في واشنطن، سواء مع الإدارة الحالية أو الشخصيات المرشحة للعودة إلى السلطة.
لحظة معقدة في المجتمع الدولي
زيارة عاصم منير إلى واشنطن ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل تعبير عن اللحظة المعقدة التي تعيشها باكستان في محيطها الإقليمي، و عن تنامي دور العسكر كقوة تفاوضية فاعلة في العلاقات الدولية.
كما أن اللقاء مع ترامب تحديدًا يعكس وعيًا بتقلبات السياسة الأمريكية، ومحاولة استباق التحولات المحتملة على الساحة العالمية.