تعيينات عسكرية جديدة في إيران وسط اشتعال المواجهة مع إسرائيل


في خطوة لافتة تعكس تحولات داخلية في بنية القيادة العسكرية الإيرانية بالتزامن مع تصعيد حاد في المواجهة الإقليمية، أعلنت «وكالة تسنيم» الإيرانية، اليوم الخميس، عن تعيين العميد محمد كرمي قائداً جديداً للقوات البرية في الحرس الثوري، خلفاً للواء محمد باكبور الذي تم تصعيده إلى منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني.
هذا التغيير القيادي جاء بموجب مرسوم صادر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، والذي شدد فيه على ضرورة "الارتقاء بالقدرات الشاملة وتعزيز الجاهزية في مختلف القطاعات العسكرية"، في إشارة واضحة إلى التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها طهران داخليًا وخارجيًا.
فرض السيطرة
ويُعد الحرس الثوري بمثابة العمود الفقري للأمن القومي الإيراني، ولا سيما قواته البرية التي تلعب دورًا محوريًا في إدارة التوترات على الجبهات الحدودية، وفرض السيطرة في الداخل، والانخراط في ساحات إقليمية مثل سوريا والعراق.
يأتي هذا التعديل في رأس الهرم العسكري وسط تصعيد خطير مع إسرائيل، بدأ عندما شنت الأخيرة سلسلة من الهجمات فجر الجمعة الماضي استهدفت مواقع نووية إيرانية وشخصيات بارزة في البرنامج النووي والعسكري لطهران. ووفقاً لتقارير استخباراتية غربية، فإن الضربات الإسرائيلية هدفت إلى إعاقة قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي، والحد من تأثير "محور المقاومة" الذي تدعمه طهران في المنطقة.
في المقابل، ردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية، ضمن ما اعتبرته "رداً مشروعاً ومتناسباً مع حجم العدوان". هذا الرد أظهر تصعيدًا غير مسبوق في مستوى الاشتباك المباشر بين الطرفين، مع توسع رقعة المواجهة لتشمل الفضاء السيبراني، والاغتيالات، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي.
التغيير في قيادة القوات البرية قد يُقرأ في سياق الاستعداد الإيراني لمرحلة أكثر سخونة، تتطلب وجوهاً جديدة قادرة على إدارة الصراع المفتوح بمرونة وصرامة. العميد كرمي، المعروف بخلفيته العملياتية والأمنية، يُتوقع أن يواصل النهج التصعيدي، مع احتمال تعزيز التنسيق بين الأفرع العسكرية والاستخباراتية داخل الحرس الثوري.
عملية اغتيال علي شادماني رئيس الأركان الإيراني
كانت وسائل إعلام عبرية، قد كشفت عن تفاصيل العملية التي أسفرت عن اغتيال رئيس الأركان الإيراني الجديد، اللواء علي شادماني، بعد أيام فقط من تعيينه خلفًا للجنرال غلام علي رشيد، الذي لقي حتفه هو الآخر في غارة سابقة.
بحسب تقرير نشره موقع "واللا" الإسرائيلي، فإن عملية الاغتيال لم تكن مجرد ضربة موضعية، بل جاءت ثمرة عمل استخباراتي بالغ الدقة، مكّن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تعقب شادماني إلى منشأة سرية في قلب إيران، كانت تُستخدم كمركز قيادة لتنسيق العمليات ونقل التعليمات إلى الوحدات التابعة للحرس الثوري.
العملية، التي أشرف عليها بشكل مباشر كل من رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، وقائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، اعتمدت على بيانات استخباراتية آنية، وعلى ما يبدو معلومات بشرية وتقنية متقدمة، ما سمح بتحديد موقع شادماني بدقة في الوقت المناسب. وبعد التأكد من تواجده في الموقع المستهدف، صدر القرار النهائي بإطلاق خمس قذائف موجهة بدقة عالية نحو المنشأة، ما أدى إلى مقتله فورًا، إلى جانب ضابط استخبارات رفيع كان برفقته.