أخبار وأحداث

أنقرة تحذر من كارثة إقليمية وتدعو إلى تسوية دبلوماسية لأزمة النووي الإيراني

إيران
إيران

في خضم تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تدخلت أنقرة على خط الأزمة محذرةً من تداعيات التصعيد العسكري، داعيةً إلى اعتماد الطرق الدبلوماسية كسبيل وحيد لتجنب انفجار إقليمي أوسع. فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي أجراه مع المستشار الألماني أولاف شولتس، ضرورة حل الخلاف المتفاقم حول الملف النووي الإيراني بالحوار والمفاوضات، محذرًا من أن الانزلاق نحو المواجهة المسلحة قد يؤدي إلى تداعيات كارثية تطال المنطقة برمتها.

تصعيد ينذر بالخطر


بيان الرئاسة التركية أشار بوضوح إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية، بما في ذلك مواقع نووية حساسة، قد رفعت منسوب التهديد الأمني في الشرق الأوسط إلى مستويات غير مسبوقة. وأعرب أردوغان عن قلقه الشديد من أن استمرار هذا النهج العدواني قد يؤدي إلى أزمة إقليمية شاملة، لاسيما مع ما يحمله من مخاطر حدوث تسرب إشعاعي إذا ما استُهدفت منشآت نووية إيرانية بشكل مباشر.
جهود دبلوماسية تركية
لم تكتفِ تركيا بإبداء القلق، بل أكدت على دورها كوسيط إقليمي فاعل، مشيرةً إلى أنها تبذل جهودًا دبلوماسية حثيثة لاحتواء الصراع ووقف دوامة التصعيد المتبادل. فأنقرة، التي ترتبط بعلاقات معقدة بكل من طهران وتل أبيب، تسعى للتموضع كطرف قادر على التواصل مع الجانبين وتخفيف حدة التوتر، خصوصًا في ظل عجز واضح للمجتمع الدولي عن كبح جماح التصعيد.

رسائل ضمنية


تأتي تصريحات أردوغان لتوجه رسائل إلى أكثر من طرف: إلى إسرائيل، بأن مغامراتها العسكرية قد تجرّ المنطقة إلى سيناريوهات غير محسوبة؛ وإلى إيران، بأن التعويل على الردود المتبادلة لن يفضي إلى حماية مصالحها الاستراتيجية؛ وإلى الغرب، ولا سيما ألمانيا، بأن على أوروبا أن تلعب دورًا أكثر فاعلية في دعم المسارات السلمية، لا الاكتفاء بإصدار بيانات القلق.

أزمة تتجاوز البُعد الثنائي

من الواضح أن ما يجري لم يعد مجرد توتر ثنائي بين دولتين، بل بات يهدد بإعادة تشكيل المعادلات الإقليمية والدفع باتجاه مزيد من الاستقطاب. فالتصعيد بين تل أبيب وطهران يتداخل مع صراعات النفوذ في المنطقة، ويؤثر على أمن الطاقة والممرات البحرية، فضلاً عن أنه يضع العالم على شفا أزمة نووية جديدة.

دعوة أردوغان لتغليب الدبلوماسية ليست مجرد موقف أخلاقي أو سياسي، بل هي تحذير استراتيجي من أن استمرار التصعيد قد يخرج عن السيطرة. وفي وقتٍ تتراخى فيه الإرادات الدولية أمام خطورة المشهد، يبدو أن المنطقة بأمسّ الحاجة إلى صوت عقلاني يذكّر بأن النار لا تُطفأ بالبارود، وأن السلام – رغم هشاشته – يظل الخيار الأقل كلفة.

أنقرة كارثة إقليمية تسوية دبلوماسية النووي الإيراني

أخبار وأحداث