ضربة الأعماق.. إيران تشعل جبهة النار في قلب إسرائيل وتعيد تشكيل معادلة الردع


في تطور خطير وغير مسبوق في مسار الصراع بين إيران وإسرائيل، نفذت طهران هجوماً صاروخياً معقداً ودقيقاً استهدف عمق البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية، ليكشف حجم التبدلات في قواعد الاشتباك وتوازنات الردع في المنطقة. الهجوم الإيراني الأخير لم يكن مجرد رد تكتيكي، بل رسالة استراتيجية مفادها أن إيران باتت قادرة على الوصول إلى “مفاصل الدولة الإسرائيلية” وضربها في قلبها، معتمدة على قدرات نوعية جديدة في الحرب السيبرانية والصاروخية.
1. الضربة العسكرية: شلّ العمود الفقري الجوي الإسرائيلي
أحد أخطر أوجه الهجوم الإيراني تمثل في استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية في صحراء النقب، وهي واحدة من أهم القواعد الاستراتيجية لسلاح الجو الإسرائيلي، وتضم طائرات F-35 الشبحية، بالإضافة إلى أنظمة تحكم متقدمة ومنشآت قيادة وسيطرة. الضربة أفقدت إسرائيل، بحسب بعض التقارير، القدرة الكاملة على تشغيل القاعدة، ما يعني خسارة جوهرية في تفوقها الجوي وقدرتها على تنفيذ ضربات في العمق الإيراني أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وقد تم تداول معلومات غير مؤكدة عن إصابات في صفوف قيادات رفيعة المستوى داخل القاعدة، مما يضيف بعداً نوعياً للهجوم.
المثير أن بعض منظومات الدفاع الإسرائيلية، بما فيها منظومة القبة الحديدية، فشلت في اعتراض الصواريخ الإيرانية بدقة، ويُقال إن بعضها ارتدّ بالخطأ ليصيب منشآت إسرائيلية حساسة، في مؤشر خطير على حالة الارتباك والخلل الفني والتكتيكي في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية خلال هذه الجولة من التصعيد.
2. الضربة الاقتصادية: قطع شريان الطاقة وتدمير مركز حيفا الصناعي
الشق الأخطر الثاني في الهجوم الإيراني تمثل في استهداف مدينة حيفا ومرافقها الاستراتيجية. فحيفا لا تمثل مجرد مدينة ساحلية، بل هي القلب الصناعي والإنتاجي لإسرائيل، حيث تقع فيها:
محطات تكرير النفط الرئيسية
شبكة إنتاج الطاقة الكهربائية الوطنية
منشآت صناعية وكيميائية ضخمة
مستودعات وقود الطائرات والمركبات العسكرية والمدنية
القصف الإيراني نجح في إحداث دمار واسع في هذه المنشآت، مما أدى إلى:
انقطاع واسع للكهرباء في مناطق متعددة.
أزمة وقود حادة تهدد حركة الطيران والمدرعات والنقل المدني.
شلل صناعي خطير قد يتسبب بكوارث بيئية وبيولوجية إذا تضررت المنشآت الكيميائية أكثر.
ضرب الثقة العامة في قدرة الدولة على تأمين حاجياتها الأساسية.
3. الشق السياسي والمعنوي: سقوط حكومة نتنياهو تحت غضب الداخل
في قلب تل أبيب، حيث تتركز السلطة السياسية والعسكرية، بدا واضحاً أن الضربة الإيرانية الأخيرة تجاوزت الجانب العسكري إلى التأثير المعنوي والنفسي. الشارع الإسرائيلي بدا مهتزاً ومهزوماً، وفقد المواطنون ثقتهم في قدرة الحكومة على حمايتهم، حتى داخل الملاجئ.
هجوم الرأي العام الإسرائيلي على نتنياهو كان لاذعاً وغير مسبوق.
يُتهم بأنه فتح أبواب الجحيم على إسرائيل من خلال قراراته الأحادية وقصفه لمواقع إيرانية حساسة دون حساب لعواقب التصعيد.
لم تعد هناك ثقة في أن "الملاجئ" تحمي، ولا أن "الردع الإسرائيلي" يعمل.
4. البعد الاستراتيجي: إيران تعيد كتابة قواعد الاشتباك
رسالة إيران من خلال هذه الضربة كانت واضحة:
"نحن لا نرد فقط… بل نباغت ونصيب حيث لا تتوقع، ولدينا كل يوم مفاجأة قاتلة."
القدرات الصاروخية بعيدة المدى ودقتها تمثل طفرة في الردع الإيراني.
تفوق إيران في استخدام الضربات المركبة (صواريخ + مسيرات + اختراقات إلكترونية) يكشف مستوى تنسيق متقدم.
إيران تصنع معظم أسلحتها داخلياً، ما يجعلها أقل تأثراً بالعقوبات وأقدر على الاستمرار في حرب طويلة الأمد، على عكس إسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي.
5. سؤال المرحلة: من يصمد أكثر؟
إيران خاضت حرباً مع العراق دامت 8 سنوات في الثمانينيات وهي في أضعف حالاتها.
اليوم، إيران أقوى وأكثر تعقيداً في تكتيكاتها وسلاحها، وأكثر تصميماً على المواجهة.
أما إسرائيل، فتعاني من انقسام داخلي حاد، وأزمة ثقة سياسية، وانكشاف اقتصادي وعسكري.
إذن، المرحلة المقبلة لا تُقاس بعدد الصواريخ أو الدبابات، بل بمدى الصبر الاستراتيجي، والقدرة على الصمود الشعبي والسياسي.