أخبار وأحداث

قيود تشريعية وصراع متصاعد.. محاولات لفرملة اندفاع ترمب نحو الحرب مع إيران

ترمب
ترمب

في ظل تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، وما تبعه من تبادل صاروخي أوقع ضحايا مدنيين وأثار قلقاً دولياً واسعاً، عاد الجدل داخل الولايات المتحدة بشأن صلاحيات الرئيس في شن الحروب دون تفويض تشريعي. هذا الجدل تصاعد مع تقديم السيناتور الديمقراطي تيم كين مشروع قانون جديد يهدف إلى تقييد قدرة الرئيس دونالد ترمب على استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون إذن مسبق من الكونغرس.

أزمة الصلاحيات التنفيذية

يأتي تحرّك كين استمرارًا لجهود سابقة خلال ولاية ترمب الأولى عام 2020، حين قدّم تشريعًا مماثلاً، حظي بدعم بعض الجمهوريين لكنه لم ينجُ من الفيتو الرئاسي. ويرتكز موقف كين على تفسير دستوري واضح: الحق في إعلان الحرب هو من صلاحيات الكونغرس وحده، وليس من صلاحيات الرئيس التنفيذية، حتى وإن كان القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تصريحات كين جاءت متزامنة مع تصعيد ميداني خطير بين تل أبيب وطهران، ووسط تحذيرات من انزلاق واشنطن إلى مواجهة شاملة، خصوصاً أن التاريخ القريب مليء بتجارب تدخلية مكلفة في الشرق الأوسط، من العراق إلى أفغانستان، جرى الكثير منها دون تفويض صريح من الكونغرس.

السيناريو الميداني وتأثيراته على القرار الأميركي

بدأت إسرائيل، يوم الجمعة، هجمات مباشرة ضد منشآت إيرانية نووية وصاروخية، ما دفع إيران إلى الرد بصواريخ على أهداف إسرائيلية، ما ينذر بمواجهة إقليمية شاملة. وفي هذا السياق، تخوّف كين من أن تنجرّ الولايات المتحدة إلى "حرب لا نهاية لها" بناءً على قرار رئاسي منفرد.

هذا التصعيد العسكري، تزامن مع قمة مجموعة السبع في كندا، حيث أعرب العديد من قادة الدول عن خشيتهم من تفاقم الصراع، خاصة في ظل الانقسامات السياسية الأميركية الداخلية التي قد تؤثر على وحدة القرار.

مواقف الحزبين: انقسام أم اصطفاف؟

على الرغم من أن بعض الجمهوريين أبدوا تحفظاً تجاه تدخل عسكري مباشر، مثل راند بول وتوماس ماسي، فإن أغلبية نواب الحزب الجمهوري – الذي يسيطر على الكونغرس – لم تُظهر معارضة كبيرة لتحركات ترمب. بل إن أصواتًا نافذة مثل ليندسي غراهام طالبت بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل، بما في ذلك تزويدها بالقنابل والمساعدات العسكرية الضرورية.

هذه المواقف تعكس الانقسام التقليدي في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، حيث يميل الجمهوريون إلى دعم الحلفاء التقليديين كإسرائيل، فيما يضغط الديمقراطيون لضمان أن أي تدخل عسكري يمرّ عبر المؤسسات الدستورية، وبخاصة الكونغرس.

الملف النووي والرسائل السياسية

السيناتور بيرني ساندرز وجّه اتهامًا مباشرًا لإسرائيل بأنها اختارت توقيت التصعيد العسكري بهدف تعطيل المحادثات النووية مع إيران، والتي كانت مقررة يوم الأحد. من وجهة نظر ساندرز، فإن أي تصعيد في هذه اللحظة يخدم أجندة تقويض فرص الدبلوماسية ويدفع المنطقة إلى حافة انفجار كبير.

موقف ترمب: تأييد معلن ونفي ضمني

الرئيس السابق ترمب، من جهته، أثنى على الهجمات الإسرائيلية لكنه نفى أي دور مباشر للولايات المتحدة، في محاولة لطمأنة الداخل الأميركي، وتفادي توريط الجيش الأميركي رسميًا في معركة قد تتوسع بسرعة. ومع ذلك، فإن تحذيره لطهران بعدم استهداف المصالح الأميركية يكشف عن استعداد ضمني لاستخدام القوة في حال تجاوزت إيران الخطوط الحمراء الأميركية.

ترمب إيران إسرائيل

أخبار وأحداث