أخبار وأحداث

تفاصيل أشرس الضربات الإيرانية على تل أبيب

تل أبيب
تل أبيب

في تصعيد غير مسبوق منذ بداية المواجهات، دخلت الحرب الإسرائيلية الإيرانية فصلاً جديدًا بالغ الخطورة، إذ شنّت طهران، فجر الخميس، واحدة من أعنف الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد أهداف عسكرية ومدنية في إسرائيل، قابَلها ردٌّ إسرائيلي مكثف استهدف منشآت نووية وبنى تحتية استراتيجية في العمق الإيراني.


الهجوم الإيراني.. دقة في التوقيت وتعدد في الأهداف


أطلقت إيران نحو 25 صاروخًا باليستيًا وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة. أبرز الإصابات كانت في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، أحد أكبر المستشفيات الإسرائيلية، والذي تعرّض لإصابة مباشرة تسببت في أضرار جسيمة، إلى جانب مقرات قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي، ومبنى بورصة تل أبيب، وعدة مبانٍ سكنية ومواقع قريبة من تل أبيب.


رغم تأكيد إيران أن الأهداف كانت عسكرية محضة، إلا أن سقوط الصواريخ بالقرب من منشآت مدنية أدى إلى سقوط أكثر من 129 مصاباً، منهم ستة على الأقل في حالة حرجة، وفق خدمات الإسعاف الإسرائيلية.
أبرز المناطق المتضررة تضمنت:
حولون ورامات جان في منطقة "دان"، حيث سُجلت أضرار واسعة.


بئر السبع، حيث المستشفى المستهدف.


مبنى شاهق وسط تل أبيب، ألحق به دمار جزئي.


المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3"، أكد أن الهجوم استهدف مراكز قيادة واستخبارات إسرائيلية، خاصة تلك المجاورة للمستشفيات، معتبرًا أن الأضرار المدنية كانت نتيجة قرب الأهداف العسكرية من المنشآت الصحية.

ضربات استراتيجية تستهدف "قلب البرنامج النووي"


ردّت إسرائيل سريعًا بضربات جوية موسّعة، شاركت فيها أكثر من 40 طائرة مقاتلة، واستهدفت عشرات المواقع الحيوية داخل إيران، من بينها:
منشأة "آراك" للماء الثقيل قرب خونداب.


موقع في "نطنز"، وصفته إسرائيل بأنه يُستخدم لتطوير أسلحة نووية.


مصانع ومخازن لقطع غيار الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي.


ورغم ضخامة الضربات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفاعل "خونداب" لم يكن قيد التشغيل، ولم يسجل أي تسرب إشعاعي، كما أكدت أن المفاعل لم يكن يحتوي على مواد نووية في وقت القصف.
وتُعد هذه الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية تكرارًا لسياسة "الخطوط الحمراء" التي تبنتها تل أبيب سابقًا، والقائمة على منع إيران من امتلاك بنية نووية يُمكن تحويلها إلى قدرات عسكرية.
أبعاد إنسانية وعسكرية حرجة
الهجمات المتبادلة الأخيرة تؤشر إلى نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بين الطرفين:
من جهة، سعت إيران إلى نقل المعركة إلى الداخل الإسرائيلي بطريقة مباشرة وجريئة، مستهدفة رموزًا عسكرية واقتصادية، في محاولة لتغيير ميزان الردع.


ومن جهة أخرى، بدت إسرائيل حازمة في استراتيجيتها الاستباقية، إذ استهدفت منشآت نووية ومواقع إنتاج صاروخي داخل العمق الإيراني، وهو ما قد يُنذر باندلاع مواجهة إقليمية شاملة في حال تواصل هذا النمط من الضربات.


المواقف السياسية والدبلوماسية


تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إسرائيل كاتس، عكست نهجًا تصعيديًا صريحًا. فقد وصفا الهجمات الإيرانية بأنها "جرائم حرب"، محمّلين المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولية الشخصية، وتعهدوا بـ"جعل النظام الإيراني يدفع ثمنًا باهظًا".
في المقابل، التصعيد الإيراني المنضبط نسبيًا، رغم شراسته، قد يحمل رسالة مفادها أن طهران تريد فرض معادلات ردع جديدة دون الانجرار إلى حرب شاملة، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تواجهها داخليًا وخارجيًا.

سيناريوهات مستقبلية


استمرار التصعيد: في حال أصر الطرفان على ضرب العمق الاستراتيجي للآخر، قد نشهد دخول أطراف إقليمية على خط النار، ما يزيد من احتمالية نشوب حرب إقليمية شاملة.


التدويل الدبلوماسي: قد تسعى الولايات المتحدة أو قوى كبرى أخرى للتهدئة عبر قنوات دبلوماسية خلفية، خاصة في ظل الخطر النووي.


حرب استنزاف طويلة الأمد: نمط الضربات المتبادلة دون إعلان حرب رسمية قد يستمر، ما يُضعف الاقتصادين الإيراني والإسرائيلي معًا، ويُدخل المنطقة في حالة توتر مزمن.

تفاصيل أشرس الضربات الإيرانية  تل أبيب

أخبار وأحداث