أخبار وأحداث

إيران ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة.. وأوروبا تبحث عن مخرج قبل “السيناريو الأسوأ”

نووي
نووي

في ظل أجواء متوترة تشهد تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، انطلقت في جنيف أولى محاولات الوساطة الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب، في مسعى أوروبي حثيث لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات النووية وتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة. اللقاء الذي جمع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، جاء في لحظة دقيقة، حيث تتقاطع الملفات النووية والعسكرية والإنسانية وسط حالة من انعدام الثقة.

انهيار الحوار واندلاع القصف


اندلعت الأزمة الحالية في أعقاب ما سُمي بـ"عملية الأسد الصاعد"، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف في 13 يونيو منشآت نووية ومواقع تصنيع صواريخ باليستية داخل إيران، في خطوة وصفتها طهران بالعدوان السافر. وجاء هذا التصعيد بعد تعثر المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وتوتر العلاقات بشكل متزايد إثر فشل الجهود السابقة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

احتواء الأزمة وإحياء التفاوض


يراهن الأوروبيون على قدرتهم على لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، في ظل تعذر عقد لقاء مباشر بين الطرفين بسبب استمرار القصف الإسرائيلي وتضارب الأولويات السياسية. وبحسب تصريحات دبلوماسي أوروبي، فإن الأوروبيين يسعون لتفادي "السيناريو الأسوأ" عبر حث إيران على العودة إلى التفاوض بشأن برنامجها النووي، مع التأكيد في الوقت ذاته على مخاوف الغرب من تطور قدراتها الصاروخية وعلاقاتها مع روسيا، فضلاً عن قضايا احتجاز الرهائن الغربيين.


لا تفاوض في ظل القصف


من جانبه، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا يمكنها الدخول في مفاوضات في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، متهماً تل أبيب بانتهاك القانون الدولي واستهداف المنشآت المدنية والمستشفيات، على غرار ما حدث في غزة. وشدد عراقجي على أن أي تفاوض مرهون بتوقف العدوان، مطالبًا مجلس الأمن بتفعيل قراره 487 الصادر عام 1981، الذي يعتبر أي هجوم على منشأة نووية هجومًا على منظومة عدم الانتشار الدولية.


دبلوماسية تتآكل وضغوط متصاعدة


تعكس المحادثات الجارية حجم التباين داخل المعسكر الغربي نفسه. فقد عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن إحباطهم من النهج الأميركي، معتبرين أن بعض مطالب واشنطن في الملف الإيراني غير واقعية، وتفتقر لإطار سياسي واضح يقود إلى نتائج ملموسة. كما حذروا من أن استمرار الحرب دون حل دبلوماسي سيبقي على البرنامج النووي الإيراني كخطر قائم، نظراً لصعوبة محو المعرفة التقنية التي باتت طهران تمتلكها.

فرصة ضيقة للدبلوماسية تحت القصف


أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تفاؤلاً مشوبًا بالحذر، مشيرًا إلى "نافذة فرصة تمتد أسبوعين" لتفادي التصعيد، في ظل تأجيل الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية. وفي موازاة ذلك، تتواصل الضغوط الغربية على طهران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعلنت أن إيران تنتهك التزاماتها ضمن معاهدة عدم الانتشار، وهو ما قد يمهد لاحتمال إحالة ملفها إلى مجلس الأمن في الصيف.


ورقة الضغط الأخيرة؟

بموجب آلية "سناب باك" المدرجة في الاتفاق النووي، يملك الأوروبيون صلاحية إعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا، وهي خطوة لوّحت بها دول الترويكا في حال عدم تحقيق تقدم بحلول نهاية أغسطس. غير أن طهران حذرت من أن هذه الخطوة ستكون لها "عواقب وخيمة"، ما يعكس هشاشة الوضع واحتدام الخيارات المحدودة بين الضغط والاحتواء.

إيران التفاوض الولايات المتحدة أوروبا 

أخبار وأحداث