ترامب يبقي الباب موارباً.. فهل تدخل أمريكا الحرب؟


* ترامب يجدد دعوته لطهران بالاستسلام وخامنئي رد بعدم الخضوع للإملاءات
أبقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الباب موارباً بشأن احتمال تدخل الولايات المتحدة على نحو مباشر في الحرب مع إيران، ورد المرشد الإيراني علي خامنئي بالرفض، على دعوات ترامب لطهران بالاستسلام، مهدداً برد يسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها، في وقت جددت موسكو استعدادها للوساطة، وحذرت واشنطن من التدخل المباشر.
وأحجم ترامب عن الإجابة على أسئلة الصحافيين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لقصف إيران أو منشآتها النووية قائلاً، إن الإيرانيين تواصلوا مع واشنطن، لكنه يرى أن «وقت الحديث قد فات».
وقال ترامب «هناك فارق كبير بين الوضع حالياً وقبل أسبوع. لا أحد يعلم ما سأفعله».
وسئل عما إذا كانت طهران تواصلت مع واشنطن فأجاب «نعم»، مضيفاً «قلت إنه فات الأوان للمباحثات.. هناك فرق هائل بين (أن يتم ذلك) اليوم وقبل أسبوع. أليس كذلك؟».
وأضاف أن إيران اقترحت إجراء محادثات في البيت الأبيض، ولم يقدم تفاصيل. وتابع أن الإيرانيين «عرضوا المجيء إلى البيت الأبيض»، واصفاً الاقتراح بأنه «شجاع».
ولاحقاً نفت إيران أن تكون عرضت إيفاد مسؤولين إلى واشنطن. وجاء في منشور لبعثة إيران لدى الأمم المتحدة على منصة «إكس»: «لم يطلب أي مسؤول إيراني إطلاقاً التذلل عند بوابات البيت الأبيض».
وقال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، إن الجيش «مستعد لتنفيذ» أي قرار قد يتخذه ترامب بشأن مسائل الحرب والسلم، لكنه رفض تأكيد الاستعداد لخيارات توجيه ضربات لإيران.
وأضاف أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «إذا تم اتخاذ تلك القرارات فإن وزارة (الدفاع) مستعدة لتنفيذها».
لكن لدى سؤاله عمّا إذا فات الأوان للتفاوض، أجاب بالنفي قائلاً، «لا شيء فات أوانه» على هذا الصعيد.
في طهران، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي دعوة ترامب للاستسلام، قائلاً إن بلاده لن «تستسلم أبداً».
وقال خامنئي في خطاب عبر التلفزيون الرسمي إن «الأمة الإيرانية ستصمد في وجه حرب مفروضة، مثلما ستقف بقوة في وجه سلام مفروض»، مضيفاً أن «هذه الأمة لن تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت».
ووصف خامنئي دعوة الرئيس الأمريكي لإيران لـ«الاستسلام غير المشروط»، بأنها «غير مقبولة».
وأضاف «على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سوف يسبب بالتأكيد أضراراً لا يمكن إصلاحها».
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها سترد عليها بحزم إذا انخرطت بشكل مباشر في الحرب. وقال للصحافيين إنه يعتقد أن الولايات المتحدة «متواطئة فيما تفعله إسرائيل».
وأضاف، إن إيران ستضع خطاً أحمر، وإنها سترد حال تجاوزته الولايات المتحدة، ولم يحدد بحريني الإجراءات التي قد تستدعي رداً.
وقال السفير: «لن نبدي أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا، وسنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس».
* موسكو تجدد عرض الوساطة وتحذر واشنطن من تداعيات التدخل
وفيما وجهت موسكو تحذيراً لواشنطن من مغبة التدخل المباشر في الحرب، رفض ترامب عرض الرئيس فلاديمير بوتين التوسّط في النزاع، معتبراً أن على روسيا قبل ذلك وضع حد لحربها في أوكرانيا.
وقال ترامب عن بوتين: «لقد عرض القيام بوساطة، فطلبت منه أن يسدي لي خدمة ويقوم بوساطة لنفسه، فلنهتم أولاً بوساطة من أجل روسيا».
وأكد بوتين مجدداً، أمس، أن موسكو ما زالت مستعدة للاضطلاع بوساطة.
وجاء في بيان صادر عن الكرملين بأن بوتين تواصل مع «عدة قادة أجانب» لعرض وساطة موسكو.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن أي مساعدة عسكرية مباشرة تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل ستزعزع الاستقرار بشدة في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله: «ستكون خطوة من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع برمته بشكل جذري».
وأضاف إنه حتى التكهنات بمشاركة الولايات المتحدة أمر خطير. وقال، إن روسيا والولايات المتحدة على تواصل بشأن هذه الحرب.