بوتين لا يستبعد سيطرة روسيا على مدينة سومي الأوكرانية


* زيلينسكي: موسكو أظهرت أنها لا ترغب في الموافقة على وقف إطلاق النار
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أنه "لا يستبعد" سيطرة بلاده على مدينة سومي الأوكرانية، لكنه أكد أنه لا يسعى إلى "استسلام" أوكرانيا، فيما وصلت المحادثات بين موسكو وكييف إلى طريق مسدود.
وسارعت كييف الى اتهام بوتين بـ"ازدراء" عملية السلام التي بدأت في مايو في إسطنبول بدفع أمريكي.
وتتقدم القوات الروسية على الجبهة منذ أكثر من عام في إطار هجوم واسع النطاق بدأته في أوكرانيا في فبراير 2022، وحققت أخيراً اختراقاً في منطقة سومي الأوكرانية المتاخمة لروسيا.
وقال بوتين خلال نقاش في منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي في شمال غربي روسيا المعروف بـ"دافوس الروسي"، "لا نهدف إلى السيطرة على سومي، ولكن مبدئياً، لا أستبعد ذلك".
وأضاف بوتين متحدثاً عن القوات الأوكرانية، "يشكلون تهديداً دائماً لنا، ويقصفون المناطق الحدودية باستمرار".
وتعرضت مدينة سومي الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الروسية لقصف واسع النطاق منذ بدأت روسيا هجومها، وباتت موسكو تحتل حالياً 20 في المئة من مساحة أوكرانيا وتطالب بانسحاب قوات كييف من أربع مناطق أعلنت ضمها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على منصة "إكس" أن "تصريحات بوتين (...) تظهر ازدراءً مطلقاً لمساعي السلام الأمريكية (...) السبيل الوحيد لحمل روسيا على السلام هو حرمانها من شعورها بالإفلات من العقاب".
وأدلى بوتين بسلسلة تصريحات بدا فيها من جديد أنه ينكر وجود الدولة الأوكرانية، كما فعل في الماضي.
وقال الرئيس الروسي، "أعتبر الروس والأوكرانيين شعباً واحداً. وبهذا المعنى، كل أوكرانيا لنا". وأضاف "هناك مثل يقول: أي مكان تطؤه قدم جندي روسي، هو ملك لنا".
زيلينسكي: "روسيا تريد مواصلة الحرب"
تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن مطالبات موسكو بالسيادة على أربعة أقاليم أوكرانية وشبه جزيرة القرم غير قانونية. ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً فكرة أن الروس والأوكرانيين شعب واحد. وشدد على أن شروط بوتين للسلام هي أقرب إلى مطالبة بالاستسلام.
وقال بوتين أمس الجمعة إنه لا يشكك في استقلال أوكرانيا ولا في سعي شعبها من أجل السيادة، لكنه أكد أن أوكرانيا عندما أعلنت استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 كانت أكددت حيادها أيضاً.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور إن روسيا أظهرت "بكل صراحة وسخرية أنها لا ترغب في الموافقة على وقف إطلاق النار. روسيا تريد مواصلة الحرب".
وأضاف أن القادة العسكريين ناقشوا العمليات الجارية في منطقة سومي شمال أوكرانيا، وأن روسيا لديها "خطط ونوايا مختلفة ومجنونة تماماً كعادتها. نحن نصدهم ونقضي على هؤلاء القتلة، دفاعاً عن سومي".
ومنذ أسابيع تعلن موسكو السيطرة على قرى في منطقة سومي. ويؤكد الكرملين أنه يسعى إلى إنشاء "منطقة عازلة" في سومي لمنع القوات الأوكرانية من شن هجمات جديدة على روسيا على غرار توغلها العام الماضي في منطقة كورسك الروسية، المتاخمة لسومي.
في أغسطس 2024 شن الجيش الأوكراني هجوماً مباغتاً، واحتل جزءاً من منطقة كورسك لثمانية أشهر، قبل أن تطرده القوات الروسية بدعم من وحدة قوات كورية شمالية تضم آلاف الجنود، في الربيع.
ويعلن الجيش الروسي الأكبر عدداً والأكثر تجهيزاً من القوات الأوكرانية السيطرة على بلدات صغيرة باستمرار، معتبراً أنه "حررها".
المحادثات وصلت إلى طريق مسدود
على الصعيد الدبلوماسي وصلت المحادثات بين البلدين التي بدأت بدفع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى طريق مسدود بعد جولتين من المفاوضات في إسطنبول فشلتا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يفضي إلى إنهاء صراع أودى بعشرات الآلاف خلال ثلاث سنوات ونيف.
ورفضت روسيا الهدنة "غير المشروطة" التي سعت إليها أوكرانيا، ووصفت كييف من جانبها مطالب موسكو بأنها "إنذارات".
ويرفض بوتين المشاركة في محادثات السلام شخصياً، وأعلن الخميس أنه لن يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلا خلال "المرحلة الأخيرة" من المفاوضات.
ويصر بوتين على تخلي أوكرانيا عن الأراضي التي أعلنت موسكو ضمها، في حين ترفض كييف أي احتلال روسي لأراضيها.
ونفى بوتين الجمعة دعوته أوكرانيا "إلى الاستسلام". وقال "لا نسعى للتوصل إلى استسلام أوكرانيا. نحن نصر على الاعتراف بالحقائق التي ظهرت على الأرض"، مؤكداً أن موسكو تتقدم "على كل الجبهات" وأن قواتها توغلت إلى عمق 12 كيلومتراً داخل أوكرانيا في منطقة سومي.